للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال عبد الله بن أبي لأصحابه: أطاعهم وعصاني، علام نقتل أنفسنا؟ فرجع بثلث الناس. قال ابن إسحق في روايته: فاتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام وهو والد جابر وكان خزرجياً كعبد الله بن أبي فناشدهم أن يرجعوا فأبوا فقال: أبعدكم الله.

وقال ابن كثير في البداية والنهاية: قال ابن إسحاق حتى إذا كان بالشوط بين المدينة وأحد انخذل عنه عبد الله بن أبي بثلث الناس وقال: أطاعهم وعصاني ما ندري علام نقتل أنفسنا ههنا أيها الناس. فرجع بمن اتبعه من قومه من أهل النفاق والريب، واتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام السلمي والد جابر بن عبد الله فقال: يا قوم أذكركم الله أن لا تخذلوا قومكم ونبيكم عندما حضر من عدوهم. قالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم ولكنا لا نرى أن يكون قتال. فلما استعصوا عليه وابوا إلا الانصراف قال: أبعدكم الله أعداء الله فسيغني الله عنكم نبيه صلى الله عليه وسلم. قلت: وهؤلاء القوم هم المرادون بقوله تعالى: (وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالاً لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون) (١) يعني أنهم كاذبون في قولهم لو نعلم قتالاً لاتبعناكم، وذلك لأن وقوع القتال أمره ظاهر بيِّن واضح لا خفاء ولا شك فيه، وهم الذين أنزل الله فيهم: (فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا) الآية وذلك أن طائفة قالت: نقاتلهم، وقال آخرون: لا نقاتلهم كما ثبت وبين في الصحيح. أ. هـ.

٣٦٩ - * روى البزار عن الزبير بن العوام قال: عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفاً يوم أحد، فقال: "من يأخذ هذا السيف بحقه" فقام أبو دجانة سماك بن خرشة فقال: يا رسول الله: أنا آخذه بحقه فما حقه؟ قال: فأعطاه إياه وخرج واتبعته فجعل لا يمر بشيء إلا أفراه


(١) آل عمران: ١٦٧.
٣٦٩ - كشف الأستار (٢/ ٣٢٢)، كتاب الهجرة والمغازي، باب غزوة أحد.
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٠٩)، وقال: رواه البزار، ورجاله ثقات.
وهكذا ورد في الرواية السؤال: "فما حقه" دون الإجابة وقد جاءت الإجابة في بعض الروايات: "حقه أن تضرب به العدو حتى ينحني".
أفراه: فرى الشيء فرياً: شقه وفتته.

<<  <  ج: ص:  >  >>