للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وصل إليهم من مال الدنيا من ثوابهم في الآخرة، ويؤيده ما أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رفعه "ما من غازية تغزو فتغنم وتسلم إلا تعجلوا ثلثي أجرهم" الحديث، ومن ثم آثر كثير من السلف قلة المال وقنعوا به إما ليتوفر لهم ثوابهم في الآخرة وإما ليكون أقل لحسابهم عليه.

٤١٦ - * روى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أصيب أبي يوم أحد، فجعلت أكشف الثوب عن وجهه وأبكي، وجعلوا ينهونني ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينهاني، قال: وجعلت فاطمة بنت عمرو تبكيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبكيه أو لا تبكيه، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه".

وفي رواية (١): لما كان يوم أحد جيء مسجي، وقد مثل به.

وفي أخرى (٢): جيء بأبي يوم أحد مجدعا - فوضع بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ... بنحوه.

٤١٧ - * روى الحاكم عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد لطلب سعد بن الربيع وقال لي: "إن رأيته فأقرئه مني السلام وقل له: يقول لك رسول الله كيف تجدك؟ " قال: فجعلت أطوف بين القتلى فأصبته وهو في آخر رمق وبه سبعون ضربة فقلت له: يا سعد إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ عليك السلام، ويقول لك: خبرني كيف تجدك؟ قال: على رسول الله السلام وعليك السلام، قل له: أجد ريح الجنة، وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله أن يخلص إلى رسول صلى الله عليه وآله وسلم وفيكم شغر يطرف قال: وفاضت نفسه.


٤١٦ - مسلم (٤/ ١٩١٨) ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة - ٢٦ - باب من فضائل عبد الله بن عمرو بن حرام، والد جابر رضي الله تعالى عنهما.
والبخاري (٣/ ١١٤) بنحوه. ٢٣ - كتاب الجنائز - ٣ - باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه.
(١) مسلم في نفس الموضع السابق (٤/ ١٩١٧).
(٢) مسلم في نفس الموضع السابق (٤/ ١٩١٨).
المسجى: المغطي. ... مثل به: التمثيل بالقتيل: تشويه خلقته بجدع أو قطع عضو من أعضائه.
مجدعاً: الجدع: قطع الأنف ونحوه من الأعضاء.
٤١٧ - المستدرك (٣/ ٢٠١)، كتاب معرفة الصحابة، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
الشغر: حرف كل شيء، وشغر الجفن: حرفه الذي ينبت عليه الهدب. وجمعه: أشغار.

<<  <  ج: ص:  >  >>