للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القرآن. فقال: أما حمل الناس على الموطأ فليس إلى ذلك سبيل، لأن أصحاب رسول الله صلى الله علي وسلم تفرقوا بعده في الأمصار فحدثوا، فعند أهل كل مصر علم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اختلاف أمتي رحمة" (١) وأما الخروج معك فلا سبيل إليه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون" وقال: "المدينة تنفي خبثها" وهذي دنانيركم كما هي، إن شئتم فخذوها، وإن شئتم فدعوها.

يعني أنك إنما تكلفني مفارقة المدينة لما اصطنعته إليَّ فلا أوثر الدنيا على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال الشافعي - رحمه الله - رأيت على باب مالك كراعاً من أفراس خراسان وبغال مصر، ما رأيت أحسن منه، فقلت له: ما أحسنه، فقال: هو هدية مني إليك يا أبا عبد الله، فقلت: دع لنفسك منها دابة تركبها، فقال: أنا أستحي من الله تعالى أن أطأ تربة فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بحافر دابة.

وكم مثل هذه المناقب لهذا الطود الأشم، والبحر الزاخر.

قال صاحب الرسالة المستطرفة:

ولأبي عمر بن عبد البر .. كتاب في وصل ما في الموطأ، من المرسل والمنقطع والمفضَل. قال: وجميع ما فيها من قوله بلغني، ومن قوله عن الثقة عنده مما لم يسنده أحد وستون حديثاً، كلها مسندة من غير طريق مالك إلا أربعة لا تعرف، ثم ذكرها.

قال الشيخ صالح الفلاني: قد رأيت لابن الصلاح تأليفاً وصل هذه الأربعة فيه بأسانيده.

* * *


(١) حديث سنده ضعيف، وبعضهم قال: لا أصل له.

<<  <  ج: ص:  >  >>