للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على بقية أصحابه، فقتلوهم، إلا رجلاً أعرج صعد الجبل. قال همام: وأراه آخر معه، فأخبر جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد لقوا ربهم، فرضي عنهم وأرضاهم؛ فكنا نقرأ: "أن بلغوا قمنا أنا قد لقينا ربنا، فرضي عنا وأرضانا" ثم نسخ بعد، فدعا عليهم أربعين صباحاً على رعل وذكوان وبني لحيان وبني عصية الذين عصوا الله ورسوله.

وفي رواية (١) "أن رعلاً وذكوان وبني لحيان استمدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدو فأمدهم بسبعين من الأنصار كنا نسميهم: القراء في زمانهم، كانوا يحتطبون بالنهار، ويصلون بالليل، حتى كانوا ببئر معونة قتلوهم، وغدروهم بهم، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فقنت شهراً يدعو في الصبح على أحياء من أحياء العرب، على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان، قال أنس: فقرأنا فيهم قرآناً، ثم إن ذلك رفع: بلغوا عنا قومنا ... وذكره".

وللبخاري ومسلم في رواية (٢) قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة: ثلاثين صباحاً، يدعو على رعل وذكوان ولحيان وعصية، عصت الله ورسوله. قال أنس: أنزل الله عز وجل لنبيه في الذين قتلوا ببئر معونة قرآناً قرأناه، حتى نسخ بعد: أن بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا، فرضي عنا، ورضينا عنه.

وللبخاري (٣) عن أنس قال: لما طعن حرام بن ملحان - وكان خاله - يوم بئر معونة، قال بالدم هكذا، فنضحه على وجهه ورأسه، ثم قال: فزت ورب الكعبة.

ولمسلم (٤) قال: جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ابعث معنا رجالاً يعلمونا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلاً من الأنصار يقال لهم: القراء، فيهم خالي حرام، يقرؤون القرآن، ويتدارسون بالليل يتعلمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في


(١) البخاري (٧/ ٣٨٥) ٦٤ - كتاب المغازي - ٢٨ - باب غزوة الرجيع، ورعل وذكوان، وبئر معونة وحديث عضل والقارة وعاصم بن ثابت وخبيب وأصحابه.
(٢) البخاري (٧/ ٣٨٩) ٦٤ - كتاب المغازي - ٢٨ - باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان.
ومسلم واللفظ له (١/ ٤٦٨) ٥ - كتاب المساجد ومواضع الصلاة - ٥٤ - باب استحباب القنوت في جميع الصلاة، إذا نزلت بالمسلمين نازلة.
(٣) البخاري في الموضع السابق (٧/ ٣٨٦).
طعن: طعن الرجل: إذا رمي بالطاعون.
(٤) مسلم (٣/ ١٥١١) ٣٣ - كتاب الإمارة - ٤١ - باب ثبوت الجنة للشهيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>