للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من بني عامر نزلا في ظل هو فيه، وكان للعامريين عقد من رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوار، لم يعلم به عمرو بن أمية، وقد سألهما حين نزلا، ممن أنتما؟ قالا: من بني عامر فأمهلهما، حتى ناما فغدا عليهما فقتلهما، وهو يرى أنه قد أصاب بهما ثأره من بني عامر، لما أصابوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قدم عمرو بن أمية على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره الخبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد قتلت قتيلين لأدينهما" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا عمل أبي براء قد كنت لهذا كارهاً متخوفاً" فبلغ ذلك أبا براء فشق عليه إخفار عامر إياه، وما أصيب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسببه وجواره فقال حسان بن ثابت، يحرض ابن أبي براء على عامر بن الطفيل:

بني أم البنين ألم يرعكم ... وأنتم من ذوائب أهل نجد

تهكم عامر بأبي براء ... ليخفره وما خطأ كعمد

ألا أبلغ ربيعة ذا المساعي ... بما أحدثت في الحدثان بعدي

أبوك أبو الحروب أبو براء ... وخالك ماجد حكم بن سعد

فحمل ربيعة بن عامر على عامر بن الطفيل، فطعنه بالرمح، فوقع في فخذه، فأشواه ووقع عن فرسه، فقال: هذا عمل أبي براء، فإن أمت فدمي لعمي، لا يتبع به، وإن أعش فسأرى رأيي فيما أتى إلي.

٤٣٨ - * روى البخاري عن أنس قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم أقواماً من بني سليم إلى بني عامر في سبعين، فلما قدموا قال لهم خالي: أتقدمكم، فإن آمنوني حتى أبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا كنتم مني قريباً، فتقدم، فآمنوه، فبينما يحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ أومؤوا إلى رجل منهم، فطعنه فأنفذه، فقال: الله أكبر، فزت ورب الكعبة، ثم مالوا


= لأدينهما: سأدفع ديتهما.
الحدثان: حدثان الدهر: نوائبه وحوادثه.
أشوى: يقال: رمى فأشوى، إذا لم يصب المقتل.
٤٣٨ - البخاري (٦/ ١٨) ٥٦ - كتاب الجهاد - ٩ - باب من ينكب في سبيل الله.
آمنوني: أعطوني أمناً.
أومؤوا: أشاروا.
فزت: المراد بالفوز حصوله على الشهادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>