للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أخشى عليهم أهل نجد" فقال أبو براء: أنا لهم جار، فابعثهم، فليدعوا الناس إلى أمرك، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو أخا بني ساعدة بن الخزرج المعتق ليموت في أربعين رجلاً من المسلمين من خيارهم، منهم الحرث بن الصمة، وحرام بن ملحان أخو بني عدي بن النجار، وعروة بن أسماء بن الصلت السلمي، ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وعامر بن فهيرة - مولى أبي بكر - ورجالا مسمين من خيار المسلمين، فساروا حتى نزلوا بئر معونة، وهي بين أرض بني عامر، وحرة بني سليم، كلا البلدين منها قريب، وهي من بني سليم أقرب، فلما نزلوها بعثوا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عامر بن الطفيل، فلما أتاه، لم ينظر في كتابه حتى عدا على الرجل فقتله، ثم استصرخ بني عامر، فأبوا أن يجيبوه إلى ما دعاهم وقالوا: لن نخفر أبا براء، وقد عقد لهم عقداً وجواراً، فاستصرخ عليهم قبائل من بني سليم عصية ورعل وذكوان، فأجابوه إلى ذلك، فخرجوا حتى غشوا القوم، فأحاطوا بهم في رحالهم، فلما رأوهم أخذوا أسيافهم، فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم إلا كعب بن زيد أخا بني دينار ابن النجار، فإنهم تركوه وبه رمق، فارتث من بين القتلى، فعاش حتى قتل يوم الخندق، وكان في السرح عمرو بن أمية الضمري، ورجل من الأنصار أخو بني عمرو بن عوف، فلم ينبئهما بمصاب إخوانهما إلا الطير تحوم على العسكر، فقالا: والله إن لهذا الطير لشأنا فأقبلا لينظرا، فإذا القوم في دمائهم، وإذا الخيل التي أصابتهم واقفة، فقال الأنصاري: لعمرو بن أمية: ما ترى قال: أرى أن نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، فنخبره الخبر، فقال الأنصاري: لكني ما كنت لأرغب بنفسي عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو، وما كنت لتخبرني عنه الرجال، فقاتل القوم حتى قتل، وأخذوا عمرو بن أمية أسيراً، فلما أخبرهم أنه من مضر، أطلقه عامر بن الطفيل، وجز ناصيته وأعتقه عن رقبة، زعم أنها كانت على أمه، فخرج عمرو بن أمية حتى إذا كان بالقرقرة من صدر قناة، أتاه رجلان


= ارتث: الارتثاث: أن يحمل الجريح من المعركة وهو ضعيف قد أثخنته الجراح.
لأرغب: رغب عن الشيء: تركه متعمداً، وزهد فيه.
ما كنت لتخبرني عنه الرجال: لا أرضى العيش بعده.
جز: جز الشعر: قطعه.
ناصيته: الناصية: شعر مقدم الرأس إذا طال.

<<  <  ج: ص:  >  >>