للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للتنبيه إلى أنه لا يشترط لمن فاتته صلاة وأراد تداركها أن ينتظر حلول وقتها من اليوم الثاني ثم يؤديها إذ ذاك. بل عليه أن يبادر إلى قضائها بمجرد التذكر، في أي وقت كان. فإذا عرفت أن هذا هو مقصود رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تدل على ذلك صيغة الحديث نفسها وكما ذكر ذلك علماء الحديث وشراحه عرفت أنه لا دلالة تشريعية تتعلق بالمفهوم المخالف للنوم أو النسيان في الحديث. أهـ.

أقول: ثم إن المذاهب الأربعة اتفقت على وجوب القضاء على الناسي والنائم والمتعمد.

٤٦١ - * روى البزار عن أبي هريرة قال: جاء الحارث الغطفاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد! ناصفنا تمر المدينة وإلا ملأناها عليك خيلاً ورجالاً فقال: "حتى أستأمر السعود" - سعد بن عبادة وسعد بن معاذ يعني يشاورهما -، فقالا: لا والله ما أعطينا الدنية من أنفسنا في الجاهلية، فكيف وقد جاء الله بالإسلام؟ فرجع إليه الحارث فأخبره، فقال: غدرت يا محمد قال: فقال حسان:

يا حار من يغدر بذمة جاره ... منكم فإن محمداً لا يغدر

إن تغدروا فالغدر من عاداتكم ... واللؤم ينبت في أصول السخبر

وأمانة النهدي حيث لقيتها ... مثل الزجاجة صدعها لا يجبر

قال: فقال الحارث: كف عنا يا محمد لسان حسان فلو مزج به ماء البحر لمزجه.

ورواه الطبراني (٢) ولفظه عن أبي هريرة قال: جاء الحارث الغطفاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد شاطرنا تمر المدينة فقال: "حتى أستأمر السعود" فبعث إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وسعد بن الربيع وسعد بن خيثمة وسعد بن مسعود، فقال: "إني قد


٤٦١ - البزار: كشف الأستار (٣/ ٣٣١)، كتاب الهجرة والمغازي، باب غزوة الخندق. الدنية: الخصلة المذمومة.
السخبر: شجر تألفه الحيات فتسكن في أصوله.
(٢) مجمع الزوائد (٦/ ١٣٢)، وقال عنه وعن رواية البزار السابقة: رواه البزار والطبراني ... ورجال البزار والطبراني فيهما محمد بن عمرو، وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات.
أقول: ذكر سعد بن خيثمة وسعد بن الربيع وهم من الراوي لأن خيثمة استشهد في بدر وابن الربيع استشهد يوم أحد قبل الخندق.

<<  <  ج: ص:  >  >>