للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وزلزلهم" وفي (١) رواية: "اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم".

٤٦٤ - * روى البزار عن حذيفة أن الناس تفرقوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب، فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً، فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جاثم من النوم، فقال: "يا ابن اليمان! قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب. فانظر إلى حالهم" قلت: يا رسول الله! والذي بعثك بالحق ما قمت إليك إلا حياء من البرد. قال: "انطلق يا ابن اليمان، فلا بأس عليك من برد ولا حر، حتى ترجع إلي" فانطلقت حتى آتي عسكرهم. فوجدت أبا سفيان يوقد النار في عصبة حوله، وقد تفرق الأحزاب عنه، فجئت حتى أجلس فيهم، فأحس أبو سفيان أنه قد دخل فيهم من غيرهم، فقال: ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه، قال: فضربت بيدي على الذي عن يميني فأخذت بيده، ثم ضربت بيدي على الذي عن يساري فأخذت بيده. فلبثت فيهم هنيهة، ثم قمت، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي، فأومأ إلي أن أدنو. فدنوت حتى أرسل علي من الثوب الذي كان عليه ليدفئني، فلما فرغ من صلاته قال: "يا ابن اليمان! اقعد، ما خبر الناس؟ " قلت: يا رسول الله! تفرق الناس عن أبي سفيان فلم يبق إلا في عصبة يوقد النار، وقد صب الله عليهم من البرد مثل الذي صب علينا، ولكنا نرجو من الله ما لا يرجون.

٤٦٥ - * روى الطبراني عن ابن عمر قال: بعثني خالي عثمان بن مظعون لآتيه بلحاف فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنته وهو بالخندق فأذن لي، وقال: "من لقيت، فقل لهم إن


(١) البخاري (٦/ ١٢٠) ٥٦ - كتاب الجهاد - ١١٢ - باب كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس.
٤٦٤ - البزار: كشف الأستار (٢/ ٣٣٥)، كتاب الهجرة والمغازي، باب غزوة الخندق.
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٣٦)، وقال: رواه البزار، ورجاله ثقات.
جاثم: من النوم: جثم: لزم مكانه.
إلا حياء من البرد: أي: إلا حياء منك بسبب شدة البرد.
٤٦٥ - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٣٥)، وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله رجال الصحيح. فاستأذنته: أي في الرجوع إلى بيتي من شدة البرد.

<<  <  ج: ص:  >  >>