للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثابت منه أجسامنا، وصلحت، وأخذ أبو عبيدة ضلعاً من أضلاعه، فنظر إلى أطول رجل في الجيش وأطول جمل، فحمل عليه، ومر تحته، وتزودنا من لحمه وشائق (١)، فلما قدمنا المدينة، أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا له ذلك فقال: "هو رزق أخرجه الله لكم فهل معكم من لحمه شيء، تطعمونا" فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (٢) منه.

وإنما قلنا: إن سياق هذه السرية يدل على أنها كانت قبل الحديبية لأن المسلمين لم يكونوا يتعرضون لعير قريش بعد صلح الحديبية.

* وفي ٢ شعبان سنة ٦ للهجرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بني المصطلق، بعد أن بلغه أن الحارث بن أبي ضرار يحشد له يريد غزو المدينة، وكانت معركة قصيرة هرب فيها المشركون وانتصر المسلمون، وفي هذه الغزوة حدثت حادثة الإفك، كما حاول المنافقون أن يحدثوا فتنة بين المسلمين ولكن الله سلم، وتمخضت هذه الغزوة عن زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بجويرية بنت الحارث رضي الله عنها.

ثم والى رسول الله صلى الله عليه وسلم إرسال السرايا: قال المباركفوري:

* سرية عبد الرحمن بن عوف إلى ديار بني كلب بدومة الجندل، في شعبان سنة ٦ هـ. أقعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه، وعممه بيده، وأوصاه بأحسن الأمور في الحرب، وقال له: "إن أطاعوك فتزوج ابنة ملكهم" فمكث عبد الرحمن بن عوف ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام، فأسلم القوم وتزوج عبد الرحمن تماضر بنت الأصبع، وهي أم أبي سلمة، وكان أبوها رأسهم وملكهم.

* سرية علي بن أبي طالب إلى بني سعد بن بكر بفدك في شعبان سنة ٦ هـ وذلك أنه بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بها جمعاً يريدون أن يمدوا اليهود. فبعث إليهم علياً في مائتي رجل،


(١) وشائق: وشق اللحم: شرحه وقدده وجففه.
(٢) أخرجه البخاري بنحوه (٩/ ٦١٥). ٧٢ - كتاب الذبائح والصيد. ١٢ - باب قول الله تعالى: (أحل لكم صيد البحر).
- ومسلم واللفظ له (٣/ ١٥٣٦). ٣٤ - كتاب الصيد والذبائح ٤ - باب إباحة ميتات البحر.

<<  <  ج: ص:  >  >>