للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان يسير الليل ويكمن النهار، فأصاب عيناً لهم فأقر أنهم بعثوه إلى خيبر يعرضون عليهم نصرتهم على أن يجعلوا لهم تمر خيبر. ودل العين على موضع تجمع بني سعد، فأغار عليهم علي، فأخذ خمسمائة بعير وألفي شاة، وهربت بنو سعد بالظعن، وكان رئيسهم وبر بن عليم.

* سرية أبي بكر الصديق أو زيد بن حارثة إلى وادي القرى في رمضان سنة ٦ هـ. كان بطن فزارة يريد اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق فأغار عليهم وقتل وأسر وسبى وكان من شياطينهم أم قرفة التي جهزت ثلاثين فارساً من أهل بيتها لاغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتلوا وسبيت ابنتها ففدى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أسارى المسلمين في مكة.

* سرية كرز بن جابر الفهري إلى العرنيين في شوال سنة ٦ هـ وذلك أن رهطاً من عكل وعرينة أظهروا الإسلام، وأقاموا بالمدينة فاستوخموها، فبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذود في المرعى، وأمرهم أن يشربوا من ألبانها وأبوالها، فلما صحوا قتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستاقوا الإبل وكفروا بعد غسلامهم، فبعث في طلبهم كرزاً الفهري في عشرين من الصحابة، ودعا على العرنيين: "اللهم اعم عليهم الطريق، واجعلها عليهم أضيق من مسك" فعمى الله عليهم السبيل فأدركوا، فقطعت أيديهم وأرجلهم وسملت أعينهم، جزاء وقصاصاً بما فعلوا فقد جمعوا بين قتل الراعي وسمل عينيه، ثم تركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا. وحديثهم في الصحيح عن أنس (١).

وبعد هذا الزخم من العمليات المتواصلة، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعظم ضربة سياسية إذ أعلن أنه يريد العمرة إلى بيت الله الحرام غرة ذي القعدة، وقد تمخض ذلك عن صلح الحديبية الذي يعتبر نصراً ساحقاً من وجهة النظر السياسية كما سنرى.


= مسك: الموضع الذي يمسك الماء من الجريان.
(١) أخرجه البخاري (٧/ ٤٥٨) ٦٤ - كتاب المغازي - ٣٦ - باب قصة عكل وعرينة.
- ومسلم نحوه (٣/ ١٢٩٦) ٢٨ - كتاب القسامة - ٢ - باب حكم المحاربين والمرتدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>