وكان قبل ذلك رجلاً صالحاً: أي كامل الإصلاح. قال الحافظ في الفتح حول قول أسيد لسعد بن عبادة فإنك منافق تجادل عن المنافقين: أطلق أسيد ذلك مبالغة في زجره عن القول الذي قاله. وأراد بقوله: (فإنك منافق) أي: تصنع صنيع المنافقين. وفسره بقوله (تجادل عن المنافقين) وقابل قول سعد بن معاذ (كذبت لا تقتله) بقوله هو (كذبت لنقتلنه) وقال المازري: إطلاق أسيد لم يرد به نفاق الكفر. وإنما أراد: أنه كان يظهر المودة لقومه الأوس. ثم ظهر منه في هذه القصة ضد ذلك. فأشبه حال المنافق، لأن حقيقة النفاق: إظهار شيء وإخفاء غيره. ولعل هذا هو السبب في ترك إنكار النبي صلى الله عليه وسلم. اجتهلته الحمية: الاجتهال: افتعال من الجهل، أي: حملته الحمية، وهي الأنفة والغضب على الجهل، واحتملته: افتعلته من الحمل. يخفضهم: يهون عليهم ويسكنهم. فأصبح عندي أبواي: قال الحافظ في "الفتح": أي، أنهما جاءا إلى المكان الذي كنت به من بيتهما، لا أنها رجعت من عندهم إلى بيتها، ووقع في رواية محمد بن ثور عن معمر "وأنا في بيت أبوي". فالق: فاعل، من فلق الشيء: إذا شقه.