للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من سوء قط ولا دخل بيتي قط إلا وأنا حاضر، ولا غبت في سفر إلا غاب معي".

فقام سعد بن معاذ بنحوه* وفيه: فلما كان مساء ذلك اليوم خرجت لبعض حاجتي ومعي أم مسطح، فعثرت، وقالت: تعس مسطح، فقلت لها: أي أم أتسبين ابنك؟ فسكتت، ثم عثرت الثانية فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: أي أم أتسبين ابنك؟ فسكتت، ثم عثرت الثالثة فقالت: تعس مسطح، فانتهرتها، فقالت: والله ما أسبه إلا فيك، فقلت: في أي شأني؟ فبقرت لي الحديث فقلت: وقد كان هذا؟ قالت: نعم والله فرجعت إلى بيتي كأن الذي خرجت له لا أجد منه قليلاً ولا كثيراً ووعكت* وفيه: وبكيت فسمع أبو بكر صوتي وهو فوق البيت يقرأ فنزل فقال لأمي: ما شأنها؟ فقالت: بلغها الذي ذكر من شأنها، ففاضت عيناه، وقال: أقسمت عليك يا بنية إلا رجعت إلى بيتك فرجعت، ولقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي، فسأل عني خادمي، فقالت: لا والله ما علمت عليها عيباً إلا أنها كانت ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل خبزها أو عجينها، وانتهرها بعض أصحابه فقال: اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسقطوا لها به، فقالت: سبحان الله والله ما علمت عليها إلا ما يعلم الصائغ على تبر الذهب الأحمر* وفيه فأصبح أبواي عندي فلم يزالا حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه* وفيه: والتمست اسم يعقوب فلم أقدر عليه إلا أبا يوسف * وفيه: أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك، قالت: وكنت أشد ما كنت غضباً، فقال لي أبواي: قومي إليه فقلت: لا والله لا أقوم إليه ولا أحمده ولا


= تأبين الميت: وهو مدحه بعد موته.
فبقرت: البقر: الفتح والتوسعة والشق، والمعنى: ففتحت لي الحديث وكشفته وأوضحته.
وايم الله: من ألفاظ القسم، وفيها لغات كثيرة.
وأسقطوا لها به: أسقطوا به: أي: قالوا لها السقط من القول، وهو الرديء، يريد: أنهم سبوها، وقوله "به" أي بسبب هذا المعنى: وهو الذي سئلت عنه من أمر عائشة رضي الله عنها. فيكون المعنى: سبوها بهذا السبب. وقد روي هذا اللفظ على غير ما قلناه، والصحيح المحفوظ: إنما هو ما ذكرناه. والله أعلم.
والله ما علمت عليها إلا ما يعلم الصائغ على قبر الذهب الأحمر.
قال الحافظ: أي كما لا يعلم الصائغ من الذهب الأحمر إلا الخلوص من العيب، فكذلك أنا: لا أعلم منها إلا الخلوص من العيب.
وفي رواية ابن أبي حاطب عن علقمة "فقالت الجارية الحبشية: والله لعائشة أطيب من الذهب ولئن كانت صنعت ما قال الناس، ليخبرنك الله. قالت: فعجب الناس من فقهها.

<<  <  ج: ص:  >  >>