للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحمدكما ولكن أحمد الله الذي أنزل براءتي لقد سمعتموه فما أنكرتموه ولا غيرتموه.

ومنها (١): قال الزهري: قال لي الوليد بن عبد الملك: أبلغك أن علياً كان فيمن قذف عائشة؟ قلت: لا، ولكن قد أخبرني رجلان من قومك أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث أن عائشة قالت لهما: كان علي مسلماً في شأنها.

ومنها (٢): أنه لم يسم من أهل الإفك إلا ابن أبي، وحسان ومسطح وحمنة وأن عائشة كانت تكره أن يسب عندها حسان وتقول: إنه الذي قال:

فإن أبي ووالدتي وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء

ومنها (٣): قال مسروق: دخلت على عائشة وعندها حسان بن ثابت ينشدها شعراً يشبب بأبيات له، فقال: حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثي من لحوم الغوفل فقالت له عائشة: لكنك لست كذلك، قال مسروق: فقلت: لم تأذنين له أن يدخل عليك وقد قال الله تعالى: (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) (٤) فقالت: فأي عذاب أشد من العمى؟ إنه كان ينافح أو يهاجي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.


(١) البخاري (٧/ ٤٣٥) ٦٤ - كتاب المغازي - ٣٤ - باب حديث الإفك.
كان علي مسلماً في شأنها: بكسر اللام، كذا رواه القابسي، من التسليم وترك الكلام في إنكاره، وفتحها الحموي من الخوض فيه. رواه بن أبي شيبة، وعليه يدل فصول الحديث في غير من السلامة موضع، وهو رضي الله عنه منزه أن يقول ما قال أهل الإفك. كما نص عليه في الحديث، ولكن أشار بفراقها، وشدد على بريرة في أمرها، قاله الزركشي.
(٢) مسلم (٤/ ١٢٣٧) ٤٩ - كتاب التوبة - ١٠ - باب في حديث الإفك، وقبول توبة القاذف.
(٣) البخاري (٧/ ٤٣٦) ٦٤ - كتاب المغازي - ٣٤ - باب حديث الإفك.
ومسلم (٤/ ١٩٣٤) ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة - ٣٤ - باب فضائل حسان بن ثابت، رضي الله عنه.
حصان رزان: امرأة حصان: بينة الحصانة، أي عفيفة حيية، وامرأة رزان: ثقيلة ثابتة.
تزن: ترمى وتقذف.
بريبة: أي بأمر يريب الناس، كالرنا ونحوه.
غرثى: أي: جائعة، والمذكر: غرثان.
الغوافل: جمع غافلة، والمراد بها: الغفلة المحمودة، وهي ما لا يقدح في دين أو مروءة.
ينافح: المنافحة: المناضلة والمخاصمة.
(٤) النور: ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>