للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الأول: اللهم أبغنى حبيباً هو أحب إلي من نفسي" ثم إن المشركين راسلونا الصلح حتى مشى بعضنا في بعض واصطلحنا. قال: وكنت تبيعاً لطلحة بن عبيد الله. أسقي فرسه، وأحسه. وأخدمه. وآكل من طعامه. وتركت أهلي ومالي، مهاجراً إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. قال: فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة، واختلط بعضنا ببعض، أتيت شجرة فكسحت شوكها. فاضطجعت في أصلها. قال فأتاني أربعة من المشركين من أهل مكة. فجعلوا يقعون في رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأبغضتهم. فتحولت إلى شجرة أخرى. وعلقوا سلاحهم. واضطجعوا. فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي: يا للمهاجرين! قتل ابن زنيم قال: فاخترطت سيفي. ثم شددت على أولئك الأربعة وهم رقود. فأخذت سلاحهم. فجعلته ضغثاً في يدي. قال: ثم قلت: والذي كرم وجه محمد! لا يرفع أحد منكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه. قال: ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: وجاء عمي عامر برجل من العبلات - يقال له مكرز - يقوده على رسول الله صلى الله عليه وسلم. على فرس مجفف. في سبعين من المشركين. فنظر غليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (١)


= إنك كالذي قال الأول: الذي صفة المحذوف. أي أنك كالقول الذي قاله الأول. فالأول، بالرفع، فاعل. والمراد به، هنا، المتقدم بالزمان. يعني أن شأنك هذا مع عمك يشبه فحوى القول الذي قاله الرجل المتقدم زمانه.
أبغني: أي أعطني.
راسلونا: هكذا هو في أكثر النسخ: راسلونا، من المراسلة. أي أرسلنا إليهم وأرسلوا إلينا في أمر الصلح.
مشى بعضنا في بعض: في هنا بمعنى إلى. أي مشي بعضنا إلى بعض. وربما كانت بمعنى مع. فيكون مشى بعضنا مع بعضنا.
كنت تبيعاً لطلحة: أي خادماً أتبعه.
وأحسه: أي أحك ظهره بالمحسة لأزيل عنه الغبار ونحوه.
فكسحت شوكها: أي كنست ما تحتها من الشوك.
فاخترطت سيفي: أي سللته.
شددت: حملت وكررت.
ضغثاً: الضغث الحزمة. يريد أنه أخذ سلاحهم وجمع بعضه إلى بعض حتى جعله في يده حزمة. قال في المصباح الأصل في الضغث أن يكون له قضبان يجمعها أصل واحد، ثم كثر حتى استعمل فيما يجمع.
الذي فيه عيناه: يريد رأسه.
العبلات: قال الجوهري في الصحاح: العبلات من قريش، وهم أمية الصغرى والنسبة إليهم عبلي. ترده إلى الواحد.
مجفف: أي عليه تجفاف وهو ثوب كالجل يلبسه الفرس ليقيه السلاح. وجمعه تجافيف.=

<<  <  ج: ص:  >  >>