فجعلت أرديهم بالحجارة: يعني لما امتنع علي رميهم بالسهام عدلت عن ذلك إلى رميهم من أعلى الجبل بالحجارة التي تسقطهم وتهورهم. يقال: ردى الفرس راكبه إذا أسقطه وهوره. حتى ما خلق الله من بعير من ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم: من، هنا زائدة. أتى بها لتأكيد العموم. وإنما سميت زائدة لأن الكلام يستقيم بدونها فيصح أن يقال: ما خلق الله بعيراً. ومن، في قوله: من ظهر، بيانية، والمعنى أنه ما زال بهم إلى أن استخلص منهم كل بعير أخذوه من إبل رسول الله صلى الله عليه وسلم. إلا خلفته وراء ظهري: خلفته أي تركته. يريد أنه جعل في حوزته وحال بينهم وبينه. ثم اتبعتهم: هكذا هو في أكثر النسخ: اتبعتهم. وفي نسخة: أتبعتهم، بهمزة القطع. وهي أشبه بالكلام وأجود موقعاً فيه. وذلك أن تبع المجرد واتبع بمعنى مشى خلفه على الإطلاق وأما أتبع الرباعي فمعناه لحق به بعد أن سبقه ومنه قوله تعالى (فأتبعهم فرعون بجنوده) أي لحقهم مع جنوده بعد أن سبقوه. وتعبيره هنا بثم المفيدة للتراخي يشعر أنه بعد أن استخلص منهم جميع الإبل توقف عن اتباعهم ولعل ذلك ريثما جمع الإبل وأقامها على طريق يأمن عليها فيه. والمعنى على هذا الوجه: وبعد أن توقفت عن اتباعهم حتى سبقوني، تبعتهم حتى لحقت بهم. يستخفون: أي يطلبون بإلقائها الخفة ليكونوا أقدر على الفرار. آراما من الحجارة: الآرام هي الأعلام. وهي حجارة تجمع وتنصب في المفازة ليهتدى بها. واحدها إرم كعنب وأعناب. حتى أتوا متضايقاً من ثنية: الثنية العقبة والطريق في الجبل. أي حتى أتوا طريقاً في الجبل ضيقة. على رأس قرن: هو كل جبل صغير منقطع عن الجبل الكبير. البرح: أي الشدة. غلس: الغلس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح.