وقد تتبع المباركفوري أحداث هذه السنة من زاد المعاد، ورحمة للعالمين، وتلقيح فهوم أهل الأثر وكتب الحديث الشريف وبعض شروحها وابن هشام ومختصر سيرة الرسول فأعطانا خلاصة ذكرها متفرقة في سياقات مختلفة وها نحن نقدمها تارة بلفظه وتارة باختصار.
* في صفر أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية غالب بن عبد الله إلى مصاب أصحاب بشير بن سعد بفدك في مائتي رجل، فأصابوا من العدو نعماً، وقتلوا منهم قتلى.
* وفي ربيع الأول كانت سرية ذات أطلاح إلى بني قضاعة فقد حشدت بنو قضاعة جموعاً كبيرة للإغارة على المسلمين، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كعب بن عمير الأنصاري في خمسة عشر رجلاً، فلقوا العدو، فدعوهم إلى الإسلام فلم يستجيبوا لهم ورشقوهم بالنبل حتى استشهدوا كلهم إلا رجلاً واحداً، فقد ارتث (١) من بين القتلى.
* وفي ربيع الأول كانت سرية ذات عرق إلى بني هوازن (وهي أشبه أن تكون سرية استطلاع) فقد كانت بنو هوازن أمدت الأعداء مرة بعد أخرى فأرسل إليهم شجاع بن وهب الأسدي في خمسة وعشرين رجلاً، فاستاقوا نعماً من العدو ولم يلقوا كيداً.
* وفي جمادى الأولى سنة - ٨ - للهجرة حدثت معركة مؤتة وكان سببها قتل شرحبيل ابن عمرو الغساني لرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن عمرو الأزدي، فأرسل له رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً قوامه ثلاثة آلاف مقاتل، وكانت هذه المعركة هي المقدمة والتمهيد لفتح بلاد الشام.
* وفي جمادى الآخرة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية على رأسها عمرو بن العاص وكان قوامها ثلاثمائة مقاتل، وقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجند في طريقه من يستطيع تجنيده من القبائل التي يمر بها، وكان هدفها فصل التلاحم بين بعض القبائل العربية والرومان، وقطع الطريق على غزو القبائل المتاخمة للشام للمدينة المنورة، وهذه السرية تسمى سرية
(١) ارتث فلان: ضرب في الحرب فأثخن وحمل وبه رمق ثم مات.