للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذات السلاسل وقد أمد الرسول صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص بمائتين على رأسهم أبو عبيدة بن الجراح، وقد سيطرت هذه السرايا على المناطق الشمالية للجزيرة العربية وأخضعتها.

* وفي شعبان سنة - ٨ - أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا قتادة في خمسة عشر رجلاً في عملية خاطفة إلى بني غطفان في نجد الذين كانوا يتحشدون لرسول الله صلى الله عليه وسلم في خضرة فقتل وسبا وغنم فأجهض بهذه العملية فكرة التحشد.

* وفي رمضان سنة - ٨ - تم فتح مكة بعد أن غدرت قريش بحلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني خزاعة.

* ومن مكة بعد فتحها أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عدداً من السرايا:

١ - سرية خالد بن الوليد إلى العزى لخمس بقين من شهر رمضان سنة - ٨ - للهجرة ليهدمها، وكانت بنخلة، وكانت لقريش وجميع بني كنانة، وهي أعظم أصنامهم. وكان سدنتها بني شيبان، فخرج إليها خالد في ثلاثين فارساً حتى انتهى إليها، فهدمها. ولما رجع سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وهل رأيت شيئاً؟ " قال: لا، قال: "فإنك لم تهدمها فارجع إليها فاهدمها" فرجع خالد متغيظاً قد جرد سيفه، فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ناشرة الرأس، (١) فجعل السادن يصيح بها، فضربها خالد فجزلها باثنتين، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: "نعم، تلك العزى، وقد أيست أن تعبد في بلادكم أبداً".

٢ - ثم بعث عمرو بن العاص في نفس الشهر إلى سواع ليهدمه، وهو صنم لهذيل، على ثلاثة أميال من مكة، فلما انتهى إليه عمرو قال له السادن: ما تريد؟ قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهدمه، قال: لا تقدر على ذلك، قال: لم؟ قال: تمنع. قال: حتى الآن أنت على الباطل؟ ويحك، فهل يسمع أو يبصر؟ ثم دنا فكسره، وأمر أصحابه فهدموا بيت خزانته، فلم يجدوا فيه شيئاً. ثم قال للسادن: كيف رأيت؟ قال: أسلمت لله.


(١) امرأة عريانة سوداء ناشرة الرأس: الظاهر أنها شيطانة.

<<  <  ج: ص:  >  >>