للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال عبد الله بن رواحة:

يا نفس إن لا تقتلي تموتي ... هذا حمام الموت قد صليت

وما تمنيت فقد لقيت ... إن تفعلي فعلهما هديت

ثم نزل، فلما نزل أتاه ابن عم له بعظم من لحم فقال: اشدد بهذا صلبك فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما قد لقيت، فأخذه من يده، فانتهس منه نهسة، ثم سمع الحطمة في ناحية الناس فقال: وأنت في الدنيا ثم ألقاه من يده ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قتل فأخذ الراية ثابت بن أقرم أحد بني العجلان وقال: يا أيها الناس اصطلحوا على رجل منكم قالوا: أنت، قال: ما أنا بفاعل، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، فلما أخذ الراية دافع القوم، ثم انحاز حتى انصرف فلما أصيبوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل شهيداً، ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل شهيداً" ثم صمت النبي صلى الله عليه وسلم حتى تغيرت وجوه الأنصار، وظنوا أنه كان في عبد الله ابن رواحة بعض ما يكرهونه قال: "ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل بها، حتى قتل شهيداً، ثم قال: "لقد رفعوا إلي في الجنة فيما يرى النائم على سرر من ذهب فرأيت في سرير عبد الله بن رواحة ازوراراً عن سريري صاحبيه، فقلت: بم هذا فقيل لي: مضيا وتردد عبد الله بن رواحة بعض التردد ومضى".

٥٨٧ - * روى أحمد عن أبي قتادة الأنصاري فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الأمراء، فقال: "عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة الأنصاري" فوثب جعفر فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما كنت أرهب، أن تستعمل علي زيداً، قال: "امض فإنك لا تدري أي ذلك خير". فاننطلقوا فلبثوا ما شاء الله، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم


= نهس: أخذ منه بفمه يسيراً.
الحطمة: زحام الناس وحطم بعضهم بعضاً.
٥٨٧ - أحمد في مسنده (٥/ ٣٠٠).
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٥٦): رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير خالد بن شمير، وهو ثقة.
أرهب: بمعنى أخاف، والمراد: ما كنت أتوقع.

<<  <  ج: ص:  >  >>