للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صعد المنبر وأمر أن ينادى الصلاة جامعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ناب خيراً - أو بات خيراً أو ثاب خيراً" شك عبد الرحمن - أي الراوي - "ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي؟ إنهم انطلقوا فلقوا العدو، فأصيب زيد شهيداً فاستغفروا له - فاستغفر له - الناس. ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فشد على القوم حتى قتل شهيداً، أشهد له بالشهادة فاستغفروا له ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فأثبت قدميه حتى قتل شهيداً فاستغفروا له. ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء هو أمر نفسه" ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبعه فقال: "اللهم هو سيف من سيوفك فانصرفه" فمن يومئذ سمي خالد سيف الله ثم قال: "انفروا فأمدوا إخوانكم ولا يتخلفن أحد". قال: فنفر الناس في حر شديد مشاة وركباناً.

وفي رواية للطبراني (١) عن ابنشهاب قال: ثم بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى مؤتة وأمر عليهم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب أميرهم، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة أميرهم فانطلقوا حتى لقوا ابن أبي سبرة الغساني بمؤتة، وبها جموع من نصارى العرب والروم، وبها تنوخ وبهراء فأغلق ابن أبي سبرة دون المسلمين الحصن ثلاثة أيام، ثم خرجوا فالتقوا على زرع أخضر فاقتتلوا قتالاً شديداً، وأخذ اللواء زيد بن حارثة، فقتل، ثم أخذه جعفر، فقتل، ثم أخذه ابن رواحة فقتل ثم اصطلح المسلمون بعد أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم على خالد بن الوليد فهزم الله العدو وأظهر المسلمين وبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمادى الأولى.

٥٨٨ - * روى أحمد والطبراني عن عبد الله بن جعفر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً، استعمل عليهم زيد بن حارثة فإن قتل زيد أو استشهد فأميركم جعفر، فإن قتل أو استشهد فأميركم عبد الله بن رواحة، فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية جعفر فقاتل حتى قتل، ثم أخذها عبد الله بن رواحة، فقاتل حتى قتل ثم أخذ الراية


(١) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٦٠)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات. وهو مرسل.
٥٨٨ - أحمد في مسنده (١/ ٢٠٤).
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٥٦): رواه أحمد والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>