للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون * يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين) (١).

قال كعب: كنا خلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له، فبايعهم واستغفر لهم، وأرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا حتى قضى الله تعالى فيه، فبذلك قال الله تعالى: (وعلى الثلاثة الذين خلفوا) وليس الذي ذكر مما خلفنا تخلفنا عن الغزو، وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه.

وفي رواية (٢): ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كلامي وكلام صاحبي، ولم ينه عن كلام أحد من المتخلفين غيرنا، فاجتنب الناس كلامنا، فلبثت كذلك، حتى طال علي الأمر وما من شيء أهم إلي من أن أموت، فلا يصلي علي النبي صلى الله عليه وسلم أو يموت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأكون من الناس بتلك المنزلة، فلا يكلمني أحد منهم، ولا يصلي علي، فأنزل الله توبتنا على نبيه صلى الله عليه وسلم، حين بقي الثلث الآخر من الليل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عند أم سلمة، وكانت أم سلمة محسنة في شأني معنية في أمري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أم سلمة، تيب على كعب"، قالت: أفلا أرسل إليه فأبشره؟ قال: "إذا يحطمكم الناس، فيمنعونكم النوم سائر الليلة" حتى إذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر، آذن بتوبة الله علينا.

وفي رواية (٣): أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الخميس في غزوة تبوك، وكان يحب أن يخرج يوم الخميس.


= رجس: الرجس: النجس.
(١) التوبة: ٩٥ - ٩٦.
إرجاء: الإرجاء: التأخير.
(٢) البخاري (٨/ ٣٤٢) ٦٥ - كتاب التفسير - ١٨ - باب (وعلى الثلاثة الذين خلفوا) - إلى قوله - (إن الله هو التواب الرحيم).
يحطمكم الناس: أي يطؤؤنكم ويزدحمون عليكم، وأصل الحكم: الكسر.
(٣) البخاري (٦/ ١١٣) ٥٦ - كتاب الجهاد - ١٠٣ - باب من أراد غزوة فورى بغيرها، ومن أحب الخروج يوم الخميس.

<<  <  ج: ص:  >  >>