ويأكلُ ويشربُ مع أبناءِ الدنيا: بالأدبِ والمروءةِ، ومع الفقراءِ: بالإيثارِ، ومع العلماءِ: بالتعلُّمِ، ومع الإخوانِ: بالانبساطِ (١)، وبالحديثِ الطيبِ، والحكاياتِ التي تليقُ بالحالِ (٢).
وما جرت بِهِ العادةُ من إطعامِ السائلِ، ونحوِ الهرِّ: ففي جوازِهِ وجهانِ (٣).
= آخر، وفي الإقناع -عن شيخ الإسلام-: (قال الشيخ: إذا دعي إلى أكل دخل بيته فأكل ما يكسر نهمته قبل ذهابه انتهى).
(١) ضد الانقباض، قال ابن عوض:(أي: بالسرور).
(٢) قال في الإقناع وشرحه: (ويبدأ الأكبر والأعلم وصاحب البيت) بالأكل لحديث «كبر كبر»(ويكره لغيرهما السبق إلى الأكل) لما فيه من الدناءة والشره، (وإذا أكل معه ضرير استحب أن يعلمه بما بين يديه) من الطعام ليتناول ما يشتهيه).
(٣) هذا كلام الفروع، وأصله في الإقناع، قال فيه مع شرحه:(قال في الفروع: وما جرت العادة به كإطعام سائل وسنور ونحوه وتلقيم) غيره (وتقديم) بعض الضيفان إلى بعض (يحتمل كلامهم وجهين وجوازه أظهر لحديث أنس في الدباء) قال أنس «دعا رسول الله ﷺ رجلا فانطلقت معه فجيء بمرقة فيه دباء، فجعل يأكل من ذلك الدباء ويعجبه فلما رأيت ذلك جعلت ألقيه ولا أطعمه» قال أنس: "فما زلت أحب الدباء". رواه مسلم والبخاري. ولم يقل "ولا أطعمه" وفي لفظ: قال أنس «فرأيت رسول الله ﷺ يتبع الدباء من حوالي الصحفة =