(١) أي: يسن أن يبقي بعده شيئا من الطعام لا سيما إذا كان يتبرك بفضلته، أي: ببقية طعامه، فتنال البركة من يأكله بعده، وهذه المسألة من الإقناع، وأصلها في الإنصاف من الآداب الشرعية لابن مفلح؛ قال أبو أيوب كان رسول الله،ﷺ: إذا أتي بطعام أكل، وبعث بفضله إلي. فيسأل أبو أيوب عن موضع أصابعه، فيتبع موضع أصابعه. رواه مسلم، قال الشيخ سلطان العيد في حاشيته على دليل الطالب:(والتبرك بالفضلة إنما فعله الصحابة مع النبي ﷺ خاصة، ولا يقاس عليه غيره؛ لما جعل الله فيه من البركة، وخصه دون غيره، قال ابن رجب في الحكم الجديرة بالإذاعة: فدل على أن هذا لا يفعل إلا مع النبي ﷺ، مثل التبرك بوضوئه .. إلخ)، وهذا كلام ابن رجب كاملا: (وكذلك التبرك بالآثار فإنما كان يفعله الصحابة ﵃ مع النبي ﷺ ولم يكونوا يفعلونه مع بعضهم ببعض ولا يفعله التابعون مع الصحابة، مع علو قدرهم، فدل على أن هذا لا يفعل إلا مع النبي ﷺ مثل التبرك بوضوئه وفضلاته وشعره وشرب فضل شرابه وطعامه، وفي الجملة فهذه الأشياء فتنة للمعظّم وللمعظّم لما يخشى عليه من الغلو المدخل في البدعة، وربما يترقى إلى نوع من الشرك. كل هذا إنما جاء من التشبه بأهل الكتاب والمشركين الذي نهيت عنه هذه الأمة. وفي الحديث الذي في السنن: "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، والسلطان المقسط، وحامل القرآن غير الغالي =