للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= على خديجة، هلكت قبل أن يتزوجني، لما كنت أسمعه يذكرها، وأمره الله أن يبشرها ببيت من قصب، وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن» رواه البخاري. خلائلها: أي صاحبات خديجة، قال النووي (فيه دلالة لحسن العهد، وحفظ الود، ورعاية حرمة الصاحب والمُعاشر حيًا وميتًا، وإكرام معارف ذلك الصاحب. انتهى). فانظر لحسن وفائه حتى بعد الموت.

ولم يرض بكلام عائشة عن خديجة : عن عائشة ، قالت: استأذنت هالة بنت خويلد، أخت خديجة، على رسول الله ، فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك، فقال: «اللهم هالة». قالت: فغرت، فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش، حمراء الشدقين، هلكت في الدهر، قد أبدلك الله خيرا منها ". رواه البخاري، والمراد بالشدقين: ما في باطن الفم، فكنَّت بذلك عن سقوط أسنانها حتى لا يبقى داخل فمها إلا اللحم الأحمر من اللثة وغيرها، ولم يسكت النبي لعائشة ، بل رد عليها قولَها، وبيَّنَ لها أنه لم يأت أحد مثلها وفي رواية قالت: كان إذا ذكر خديجة لم يكن يسأم من ثنائه عليها والاستغفار لها، فذكرها ذات يوم فأدركتني الغيرة فقلت: لقد عوضك الله من كبيرة السن، فرأيته غضب غضباً شديداً فندمت وقلت: اللهم إن ذهب غيظ رسولك لم أعد أذكرها بسوء، ثم قال: «صدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد =

<<  <  ج: ص:  >  >>