للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= إذ حرمني أولاد النساء»، وفي رواية: فذكرها يوماً فقلت: يا رسول الله هل كانت إلا عجوز قد أخلفك الله خيراً منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب، ثم قال: «لا والله ما أخلف الله لي خيراً منها» فقلت في نفسي: لا أذكرها بسوء أبداً. ذكره القسطلاني في شرحه على البخاري، وفي رواية: (فغدا وراح علي بها شهرا) كما في سير أعلام النبلاء، وحسن إسنادها محققوه، والمراد: أنه هجر عائشة شهرا بسبب كلامها في خديجة .

بل تأثر النبي بقلادة خديجة لما رآها ورق لها رقة شديدة، كل هذا بعد وفاتها، فعن عائشة قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أسرائهم، بعثت زينب في فداء أبي العاص بمال، وبعثت فيه بقلادة لها كانت عند خديجة أدخلتها بها على أبي العاص، فلما رآها رسول الله رق لها رقة شديدة، وقال: "إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها الذي لها؟ "، فقالوا: نعم. رواه الإمام أحمد وأبو داود. وقولها: رِقَّةً شديدة" لوجدتها، وتذكَّر عهد خديجة وصحبتها؛ فإن القلادة كانت لها وفي عنقها.

وهذا كلام لابن حجر عن خديجة ، وهو غاية في التحليل والجمال، قال : (ومما كافأ النبيُ به خديجةَ في الدنيا أنه لم يتزوج في حياتها غيرَها، فروى مسلم من طريق الزهري عن عروة عن عائشة قالت لم يتزوج النبي على خديجة حتى ماتت، وهذا مما لا اختلاف فيه بين أهل العلم بالأخبار، وفيه دليل: على عظم قدرها عنده، وعلى مزيد =

<<  <  ج: ص:  >  >>