= فضلها؛ لأنها أغنته عن غيرها، واختصت به بقدر ما اشترك فيه غيرها مرتين؛ لأنه ﷺ عاش بعد أن تزوجها ثمانية وثلاثين عاما، انفردت خديجة منها بخمسة وعشرين عاما، وهي نحو الثلثين من المجموع، ومع طول المدة فصان قلبَها فيها من الغيرة ومن نكد الضرائر الذي ربما حصل له هو منه ما يشوش عليه بذلك، وهي فضيلة لم يشاركها فيها غيرها، ومما اختصت به سبقها نساء هذه الأمة إلى الإيمان، فسنت ذلك لكل من آمنت بعدها، فيكون لها مثل أجرهن؛ لما ثبت أن من سن سنة حسنة، وقد شاركها في ذلك أبو بكر الصديق بالنسبة إلى الرجال، ولا يعرف قدر ما لكل منهما من الثواب بسبب ذلك إلا الله ﷿.
وكان ﷺ رجلا سهلا مع زوجاته، ففي صحيح مسلم من حديث جابر ﵁:(قال: وكان رسول الله ﷺ رجلا سهلا، إذا هويت الشيء تابعها عليه). يعني: إذا أرادت عائشة ﵂ شيئا تابعها ووافقها عليه، قال النووي:(معناه: إذا هويت شيئا لا نقص فيه في الدين مثل طلبها الاعتمار وغيره أجابها إليه، وقوله: سهلا أي: سهل الخلق كريم الشمائل لطيفا ميسرا في الخلق كما قال الله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم)، وفيه حسن معاشرة الأزواج، قال الله تعالى:(وعاشروهن بالمعروف) لا سيما فيما كان من باب الطاعة والله أعلم).
وكان ﷺ يزداد لطفه وعطفه على زوجاته حينما تشتكي واحدة منهن مرضا؛ ففي حديث حادثة الإفك قالت عائشة رشي الله عنها: (فقدمنا المدينة فاشتكيت، حين قدمنا المدينة شهرا، والناس =