فحررتُها، وراجعتُها مرارا، وأودعتُها بحوثًا وتحريراتٍ كثيرةً، وضوابطَ وقواعدَ ولله الحمد والمنة، وسرتُ فيها على المذهب المشهورِ عند الحنابلة، وقد أُشيرُ إلى الرواية أو القول الثاني في المذهب، وهي حاشيةٌ أشبه بالشرح، تفيد المبتدي والمنتهي، وسميتُها:(فيض الجليل على متن الدليل).
وقد عمل معي في هذه الحاشية بعضُ طلاب العلم الفضلاء، ومن أبرزهم: الشيخُ حمزة بن مصطفى يعقوب نزيل المدينة المنورة، وهو فقيهٌ فرضيٌّ ناظمٌ حافظٌ لكتاب:(قصد السبيل في الجمع بين الزاد والدليل)، وراجع الحاشيةَ كلَّها، ونظرَ فيها، ونبَّه، وأَصْلَحَ: الشيخُ عبد الكريم بن سفير القثامي العتيبي المدني إقامة، والطائفي أصلا، وهو متقنٌ ضابطٌ حافظٌ لمتن:(زاد المستقنع)، والشيخ خليل بن علي بن محمد، أسأل الله أن يحفظهم، وأن يثبتنا وإياهم على دينه، والعلم والعمل، وأن يخلص لنا النيات له وحده.
وقد عملتُ في هذه الحاشية مثل ما في كتابي:(الحواشي السابغات على أخصر المختصرات)، لكني زدتُ هنا مسائلَ وتحريراتٍ كثيرةً لم تذكر في (أخصر المختصرات) ولا في حواشيه، وذلك بسبب زيادة مسائل متن (دليل الطالب) على مسائل (أخصر المختصرات).
وأود أن أنبه في هذه المقدمة على عدة أمور:
الأمر الأول: ينبغي لطالب العلم الحنبلي أخذ الفقه على أصوله وطريقة أهله، فلا يَحِد عن طريقتهم في دراسة المذهب