= قال شيخ الإسلام في شرح العمدة:(قال أصحابنا: الفطر إنما هو بما يصل إلى البطن أو ما بينه وبين البطن طريق)، والمراد بالبطن هنا: المعدة. والله أعلم.
ويقول الحنابلة: إن في البدن جوفين، المعدة والدماغ. فإذا وصل شيء إلى الجوف، أو الدماغ - وذلك كقطرة الأذن -، أو الحلق، فإنه يفطر، سواء كان ذلك الشيء مائعاً أو غيره كحصاة ابتلعها.
(١) قوله (قطَر): بالتخفيف، كما قال ابن عوض. فإن قَطَر في أذنه ماءً أو غيره، فوصل إلى دماغه، أفطر؛ لكن كيف يعرف أنها وصلت لدماغه؟، ومن باب أولى لو وصل شيء من ذلك إلى حلقه فإنه يفطر.
(٢) أي: وصل الدواء إلى جوفه، والجائفة: هي الطعنة التي تصل إلى باطن الجوف. والجوف لغة: اسم لما يقبل الشغل والفراغ، كالمعدة، والصدر، والبطن، فهي مُجوَّفة، وتقبل الشغل والفراغ، وكذلك الظهر مُجوَّف، أما اليد، أو القدم، أو الفخذ، أو الساق، فليست مجوَّفة؛ لأنها لا تقبل دخول شيء فيها كالطعام، فالمجوَّف هو من الصدر إلى آخر البطن، وكذلك الظهر. فإذا داوى الجائفة، وعلم وتيقن وصول الدواء إلى المعدة، فإنه يفطر، لا إن ظن وصوله فقط.