ولا يقتصر على بعض الكتب، بل يترقى حتى يدرس ما هو أكبر منها، ويجعل الفقه جزءا من حياته ووظيفته، ولا يستعجل الثمرةَ والظهورَ حتى يقوى فهمُه، وتكمل ملكتُه.
الأمر الرابع: ليحذر طالبُ العلم من التعصب للمذهب، فيوالي ويعادي عليه، فهذا ليس من شأن العلماء، ومما يحزنني كثيرا ما أسمعه من بعض طلاب العلم المتمذهبين من الكلام على العلماء غير المتمذهبين، أو غير المتقيدين بالمذهب، مع ما نفع الله بكثير منهم في خدمة دين الله ﷿، وما قدموه للأمة الإسلامية من تعليم، ونشرٍ للعلم، والدعوة إلى الله وتوحيده، إلى أن توفاهم الله تعالى، وما زلنا في المملكة العربية السعودية الآن نعيش الشريعة الإسلامية في حياتنا بفضل الله تعالى، ثم بفضل حكامنا، وجهود هؤلاء العلماء الراسخين العاملين، أسأل الله برحمته أن يرحم من مات منهم، ويحفظ من بقي، ولا ريب عندي أن المتقيد بمذهب محتاج لما عند هؤلاء العلماء، كما أن غير المتقيد بمذهب محتاج لما في المذاهب، فلا غنى لأحدهما عن الآخر، وليكن حالنا جميعًا ما قاله الله تعالى:(والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم).
أسأل الله تعالى أن ينفع بهذه الحاشية كما نفع بالمتن، وأن يغفر لي خطيئتي، وجهلي وإسرافي في أمري، وأستغفر الله