= حدثه أم لم ينوِ؟ أو يشك بعد وضوئه هل مسح رأسه أم لا؟ فإنه لا يضره ذلك، ولا يلزمه شيء. وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين بيتاً في ذلك فقال:
والشك بعد الفعل لا يؤثر … وهكذا إذا الشكوك تكثر
(تتمة) مما استثناه الحنابلة أيضاً: ما ينتج عن كثرة الشكوك - وهو المسمى بالوسواس القهري -، فإذا كثر الوسواس على الإنسان فإنَّه لا يلتفت إليه، بل يتوضأ وينصرف حتى لو أتاه الشيطان وقال: إنك لم تُكمل وضوءَك، أو: وضوؤك ناقص، فإنه لا يلتفت إليه.
(١) أي: إن شك في النية في أثناء العبادة استأنف العبادة، وهو مأخوذ من مفهوم الجملة التي قبلها. والاستئناف هو الابتداء، أي: أن يعيد من جديد. ومثاله: أن يشك عند إرادة مسح رأسه هل نوى قبل أن يتوضأ أم لم ينوِ؟ فيقول الحنابلة: إنه يستأنف الوضوء. ويستثنى كما تقدم: الوهم كالوسواس - كما في الإقناع -، فلا يلتفت إليه حتى لو حصل له في أثناء الوضوء؛ لأنَّه من الشيطان.
(تتمة) قال بعضهم: الذي يُصاب بالوسواس القهري يأتي بجانبه بشخص ينظر إليه ويخبره فيقول له: يا فلان قد تمضمضت، يا فلان قد غسلت وجهك، يا فلان قد غسلت رجليك، حتى ينهي الوضوء، فيخبره مرة، مرتين، ثلاث مرات، حتى يزول عنه الوسواس القهري. والوسواس القهري =