(١) النوم - كما يقولون -: غشية ثقيلة تقع على القلب فتمنع معرفة الأشياء. ويدل على اعتباره ناقضاً ما جاء في حديث صفوان بن عسال:«ولكن من غائط وبول ونوم». ويستثنى من ذلك: النوم اليسير عرفاً من جالس وقائم، فليس له حد في الشرع، بل ما عده العرف كثيراً نقض الوضوء، وإلا فلا.
قال في الإنصاف:(مقدار النوم اليسير: ما عد يسيرا في العرف على الصحيح)، قال ابن عوض:(أي: لا نقض مدة كون النوم يسيرا في العرف، .. فمرجع القلة والكثرة العرف؛ لأنه لا حد له في الشرع).
وذكروا أمثلة على يسير النوم وكثيره: ١ - منها: أنه إن رأى في نومه رؤيا، فإنه يكون كثيراً - نص عليه الإمام أحمد -، فينقض الوضوء وجزم به في الإقناع وقدمه في الفروع، وخالف في الغاية فقال:(فلا اعتبار بالرؤيا خلافا له) وهو القول الثاني في الفروع وقال عنه: (وهو أظهر)(مخالفة). ٢ - ومنها: أنه إن سمع - خلال غفوته - كلامَ غيره ففهمه، فليس بنائم أصلاً، وإن سمعه ولم يفهمه، فيكون نوماً يسيراً ذكره البهوتي في الكشاف عن الزركشي. ٣ - ومنها: أنه إن سقط عن هيئته كما لو كان ساجداً فسقط على جنبه، أو كان قائمًا فسقط على الأرض فإن نومه يكون كثيراً؛ لأنه يُعد في العرف كثيراً.
ودليل استثناء النوم اليسير من الجالس حديث أنس ﵁ قال: «كان أصحاب الرسول ﷺ يصلون العشاء فينامون، ثم =