للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ويخلصون منها إلى الجنة فإذا رأوا الجنة قالوا: ليس قد وُعِدنا بورود النار فما لنا ما وردناها، فتقول لهم الملائكة قد وردتم النار ولكن حين وردتموها كانت خامدة فإذا اقتضى اللطف في القضاء الموجب لسكّانها إماتتهم ظهرت عناية اللَّه سبحانه وتعالى بالمؤمنين ولاح من ذلك أن اللَّه سبحانه وتعالى لَا يحب أن يعذِّبهم وكيف يعذبهم وقد شفع فيهم نبيهم -صلى اللَّه عليه وسلم- فقد ثبت في الحديث أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- رفع يديه ودعا ثم سجد ثم قام فدعا ثم سجد ثم قام فدعا فسجد ثلاثا فلما سُئل عن ذلك قال: سألت ربي في أمتي فأعطاني ثلثهم ثم سجدت شكرا ثم سألته فيهم فأعطاني الثلث الثاني فسجدت شكرا ثم سألته فيهم فأعطاني الثلث الباقي فسجدت شكرًا.

قوله: "لا يبقى بر ولا فماجر إلا دخلها" تقدم الكلام على البر والفاجر في الباب قبله. قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فتكون على المؤمن بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم حتى أن للنار أو قال لجهنم ضجيجا من بردهم" الآية، فهذا ميراث ورثه المسلمون من حال إبراهيم عليه الصلاة والسلام فنار المحبة في قلوب المؤمنين، تخاف منه جهنم (١) [قال: الجنيد رحمة اللَّه عليه: قالت النار يا رب لو لم أطعك هل كنت تعذبني بشيء هو أشد مني قال نعم كنت أسلط عليك ناري الكبرى قالت: وهل نار أعظم مني وأعظم قال نعم نار محبتي أسكنها قلوب أوليائي المؤمنين. قاله ابن رجب الحنبلي (٢).


(١) هنا فقرة لم سقط جلها، والصحيفة الثانية من اللوح بيضاء "في النسخة الهندية".
(٢) التوحيد لابن رجب (ص: ٤٩)، وجامع العلوم والحكم (٢/ ٧٢٦).