للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي يده الدرقة فوضعها ثم جلس فبال إليها، الحديث؛ الدرقة: الجحفة، والجمع: درق.

قوله: فقال بعضهم: انظروا يبول كما تبول المرأة فسمعه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "ويحك، أما علمت ما أصاب بني إسرائيل" الحديث، ويحك وويلك والفرق بينهما؟ اعلم أن ويحك كلمة رحمة كقوله -صلى الله عليه وسلم- لعمار بن ياسر: "ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية" (١)، لأنها كلمة ترحم وتوجع، فقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها، وقد يقال بمعنى المدح والتعجب، وحكى عن عمر بن الخطاب أنه قال: ويح كلمة رحمة، وقال الهروي: ويح كلمة تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها فيترحم عليه ويرئى له، وهي منصوبة على المصدر، وقد ترفع وتضاف يقال: ويح زيد وويحًا له وويحٌ له؛ وويل: كلمة عذاب تجري على ألسنتنا وتستعمل من غير قصد إلي ما وضعت له أولا كقولهم: عقرى حلقى، وقاتله الله، ما أشجعه، وما أشبه ذلك، كقوله -صلى الله عليه وسلم-: "ويل أمه مسعر حرب " (٢) انتهى. وبنو إسرائيل هم أولاد يعقوب عليه السلام.

قوله: "كانوا إذا أصابهم البول قرضوه بالمقاريض"، وقرضوه بالضاد المعجمة أي: قطعوه بها، والمقراض: المقص، قاله عياض (٣).


(١) أخرجه أحمد ٦/ ٢٨٩ (٢٦٤٨٢) و ٦/ ٣١٥ (٢٦٦٨٠) واللفظ له، ومسلم (٧٢ و ٧٣ - ٢٩١٦) عن أم سلمة.
(٢) انظر شرح الصحيح لابن بطال (٩/ ٣٣٢)، وإكمال المعلم (١/ ٣٢٥)، وغريب الحديث (٢/ ٤٨٦) لابن الجوزى، وشرح المشكاة (٣/ ٧٨٣) للطيبى. والحديث أخرجه البخارى (٢٧٣١) عن المسور بن مخرمة ومروان.
(٣) مشارق الأنوار (٢/ ١٨٠).