للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يدرك كنه حسنه [إلا الله تعالى] أنالنا الله [واياكم] إياه بفضل منه ورحمة إنه قريب مجيب، اهـ[قاله في حادي الأرواح (١)].

فائدة: اختلف الناس في الجنة التي أسكنها الله آدم وأهبط منها هل هي جنة الخلد التي يدخلها المؤمنون يوم القيامة أم جنة أخرى في موضع عال من الأرض؟ قال منذر بن سعيد في تفسيره: وأما قوله تعالى لآدم: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} (٢) فقالت طائفة أسكن الله آدم جنة الخلد التي يدخلها المؤمنون يوم القيامة. وقال آخرون: هي جنة غيرها جعلها الله له [وأسكنه] إياها ليست جنة الخلد. وقال أبو الحسن الماوردي في تفسيره (٣): واختلف في الجنة التي أسكناها على قولين: أحدهما: أنها جنة الخلد، الثاني: أنها جنة أعدها الله لهما وجعلها دار ابتلاء وليست جنة الخلد التي جعلها الله دار جزاء، ومن قال بهذا اختلفوا على قولين: أحدهما أنها في السماء لأنه أهبطهما منها، وهذا قول الحسن. الثاني أنها في الأرض لأنه امتحنهما فيها بالنهي عن الشجرة التي نهيا عنها دون غيرها من الثمار وهذا قول ابن بحر وكان ذلك بعد أن أمر إبليس بالسجود لآدم والله أعلم بصواب ذلك، هذا كلامه. وقال ابن الخطيب في تفسيره المشهور واختلفوا في الجنة المذكورة في هذه الآية هل كانت في الأرض أو في السماء وبتقدير أنها كان في السماء فهل هي الجنة


(١) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: ٣٣٥).
(٢) سورة البقرة، الآية: ٣٥.
(٣) تفسير الماوردي= النكت والعيون (١/ ١٠٤).