للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التي هي دار الثواب وجنة الخلد أو جنة أخرى. فقال أبو القاسم البلخي وأبو مسلم الأصبهاني هذه الجنة في الأرض وحملا الإهباط على الانتقال من بقعة إلى بقعة كما في قوله تعالى: {اهْبِطُوا مِصْرًا} (١) واحتجا عليه بوجوه. القول [الأول]: وهو قول الحماني أن تلك الجنة كافت في السماء السابعة. القول الثالث: وهو قول جمهور أصحابنا أن هذه الجنة هي دار الثواب. قال أبو القاسم الراغب في تفسيره: واختلف في الجنة التي أسكنها آدم فقال بعض المتكلمين كان بستانا جعله الله امتحانا ولم يكن جنة المأوى، وممن ذكر هذا الاختلاف أيضا أبو عيسى الرماني في تفسيره وإخباره أنها جنة الخلد. ثم قال: والمذهب الذي اخترناه قول الحسن وعمرو وواصل وأكثر أصحابنا، وهو قول أبي علي وشيخنا أبي بكر وعليه أهل التفسير واختيار ابن الخطيب التوقف وترك القطع. قال منذر بن سعيد: والقول بأنها جنة في الأرض ليست جنة الخلد هو قول أبي حنيفة وأصحابه (٢) [انتهى].

ولنذكر حجة الفريقين فحجة من اختار أنها جنة التي يدخلها الناس يوم القيامة قالوا: قولنا هذا هذا هو الذي فطر الله عليه الناس صغيرهم وكبيرهم لا يخطر بقلوبهم سواه وأكثرهم لا يعلم في ذلك نزاعا. قالوا: وقد روى مسلم في صحيحه (٣) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجمع


(١) سورة البقرة، الآية: ٦٠.
(٢) تفسير الراغب (١/ ١٥٤)، وحادى الأرواح (ص ٢٢).
(٣) صحيح مسلم (٣٢٩) (١٩٥).