للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الله تعالى الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون يا آدم استفتح لنا الجنة فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم، وذكر الحديث.

قالوا: وهذا يدل على أن الجنة التي خرج منها هي بعينها التي يطلب منه أن يستفتحها وكذلك قول آدم للمؤمنين وهل أخرجكم من الجنة إلا خطئية أبيكم، وخطيئته لم تخرجهم من جنان الدنيا. قالوا: وقد قال الله تعالى في سورة البقرة: {وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} إلى قوله: {وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} (١)، فهذا يدل على أن هبوطهم كان من الجنة إلى الأرض من وجهين: أحدهما من لفظة: {اهْبِطُوا} فإنه نزول من علو إلى أسفل، والتاني من قوله: {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ} و عقيب قوله: {اهْبِطُوا} فدل على أنهم لم يكونوا قبل ذلك في الأرض ثم أكد هذا بقوله في سورة الأعراف: {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} (٢).

ولو كانت الجنة في الأرض لكانت حياتهم فيها قبل الإخراج وبعده والدلائل على هذا كثيرة قالوا وأيضا فهذه القصة في سورة الأعراف ظاهرة جدا في الجنة التي أخرج منها فوق السماء فإنه سبحانه قال: {وَإِذْ قُلْنَا


(١) سورة البقرة، الآية: ٣٥ - ٣٦.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ٢٥.