للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا} [{إِلَّا إِبْلِيسَ}] (١) الآية، فهذا إهباط آدم وحواء وإبليس من الجنة ولهذا أتى فيه بضمير الجمع. قالوا: وأيضًا فالجنة جنات معرفة بلام التعريف في جميع المواضع، لقوله له: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّة} (٢) ونظائره ولا جنة يعهدها المخاطبون ويعرفونها إلا جنة الخلد التي وعد الرحمن عباده بالغيب فقد صار هذا الاسم علما عليها بالغلبة كالمدينة والنجم والبيت والكتاب ونظائرها فحيث ورد لفظها معرفا انصرف إلى الجنة المعهودة المعلومة في قلوب المؤمنين وأما إن أريد به جنة غيرها فإنها تجيء منكرة أو مقيدة بالإضافة أو مقيدة من السياق بما يدل على أنها جنة في الأرض فالأول كقوله: {جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ} (٣) والثاني كقوله: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ} (٤) والثالث كقوله: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ} (٥) (٦)، اهـ.

وأما حجة الطائفة الأخرى التي قالت ليست جنة الخلد وإنما هي جنة في الأرض، قالوا: قد أخبر الله سبحانه وتعالى على لسان جميع رسله أن جنة الخلد إنما يكون الدخول إليها يوم القيامة ولم يأت زمن دخولها بعد وقد


(١) سورة البقرة، الآية: ٣٤.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٣٥.
(٣) سورة الكهف، الآية: ٣٢.
(٤) سورة الكهف، الآية: ٣٩.
(٥) سورة القلم، الآية: ١٧.
(٦) حادى الأرواح (ص ٢٢ - ٢٨).