للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وصفها الله لنا في كتابه بصفاتها ومحالى أن يصف الله سبحانه شيئا بصفة ثم يكون ذلك الشيء بغير تلك الصفة التي وصفه بها. قالوا: فوجدنا لله تعالى وصف الجنة التي أعدت للمتقين بأنها دار المقامة فمن دخلها أقام بها ولم يقم آدم بالجنة التي دخلها ووصفها بأنها جنة الخلد وآدم لم يخلد فيها ووصفها بأنها دار سلامة مطلقة لا دار ابتلاء وامتحان وقد ابتلي فيها آدم بأعظم الابتلاء ووصفها بأنها ليست دار خوف ولا حزن وقد حصل للأبوين فيها من الخوف والحزن ما حصل فسماها دار السلام ولم يسلم فيها الأبوان من الفتنة، ودار القرار ولم يستقرا فيها، وقال في داخليها: {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} (١) وقد أخرج منها الأبوان.

قال منذر: وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن آدم نام في جنته وجنة الخلد لا نوم فيها بالنص وإجماع المسلمين فإن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أينام أهل الجنة في الجنة؟ فقال: لا النوم أخو الموت والنوم وفاة، وقد نطق به القرآن والوفاة تقلب. قال: ودار [السلام] مسلمة من تقلب الأحوال والنائم ميت أو كالميت، قلت: الحديث الذي أشار إليه المعروف أنه موقوف من رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد والدلائل على احتجاج هذا الفريق كثيرة اختصرنا ذلك، وعلى احتجاج الفريق الأول وما استدلوا به من الآيات والأحاديث اعتراضات كثيرة ذكرها المصنف صاحب حادي الأرواح (٢) لم


(١) سورة الحجر، ألآية: ٤٨.
(٢) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: ٣٤).