تعارض بينها فذهبت طائفة من السلف إلى أن تربتها متضمنة النوعين المسك والزعفران، [وقال مغيث بن سمي الجنة ترابها المسك والزعفران](١) ويحتمل معنيين آخرين أحدهما أن يكون التراب من زعفران فإذا عجن بالماء صار مسكا والطين يسمى ترابا ويدل على هذا قوله في اللفظ الآخر: ملاطها المسك، والملاطة الطين ويدل عليه أن في حديث العلاء بن زياد ترابها الزعفران وطينها المسك فلما كانت تربتها طيبة وماؤها طيبا فانضم أحدهما إلى الآخر حدث لهما طيب آخر فصار مسكا. المعنى الثاني أن يكون زعفرانا فاعتبار اللون مسكا باعتبار الرائحة وهذا من أحسن شيء [لكون] البهجة والإشراق في لون الزعفران والرائحة رائحة المسك وكذلك تشبهها بالدرمك وهو الخبز الصافي الذي يضرب لونه إلى صفرة مع لينها ونعومتها وهذا معنى ما ذكره سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: أرض الجنة من فضة وترابها مسك فاللون في البياض لون الفضة والرائحة رائحة المسك. [قاله] ابن رجب في اللطائف بعد سياق الأحاديث الواردة في تربة الجنة فهذه أربعة أشياء أحدها بناء الجنة ويحتمل أن المراد بنيان قصورها ودورها ويحتمل أن يراد بناء حائطها وسورها المحيط بها وهو أشبه. الثاني: ملاط الجنة وأنه المسك الأذفر والملاط هو الطين ويقال الطين الذي بني منه البنيان والأذفر الخالص وتقدم [ذكر] ذلك [و] قيل أنه أراد بترابها ما خالطه الماء وهو طينها. الثالث حصباء الجنة وأنه اللؤلؤ والياقوت