والحصباء الحصى الصغار وهو الرضراض وتقدم [ذكر] ذلك. الرابع: تراب الجنة وأنه الزعفران، في رواية أخرى: الزعفران والورس: وقد قيل أن المراد بالتراب [ههنا] تربة الأرض التي لا ماء عليها فأما ما كان عليه ماء فإنه مسك. وفي بعض الروايات حشيشها الزعفران وهو نبات أرضها وترابها فأما حديث ترابها المسك فقد قيل أنه محمول على تراب يخالطه الماء. وقيل: أن المراد أن ريح ترابها ريح المسك ولونه لون الزعفران ويشهد لهذا حديث الكوثر أن حاله "الحال الطين" المسك الأبيض فريحه ريح المسك ولونه مشرق لا يشبه لون مسك الدنيا بل هو أبيض وقد يكون منه أبيض ومنه أصفر والله أعلم. والتي تجتمع به الأحاديث الواردة كلها أن تربة الجنة في لونها بيضاء ومنها ما يشبه لون الزعفران في بهجته وإشراقه وريحها ريح المسك الأذفر الخالص وطعمها طعم الخبز الحواري الخالص وقد يختص هذا بالأبيض منها فقد اجتمعت لها الفضائل كلها لا أحرمنا الله منها برحمته وكرمه والله أعلم، اهـ.
فائدة: في الحديث (١). أنه -صلى الله عليه وسلم- قال لابن صياد: ما تربة الجنة؟ قال درمكة بيضاء، الحديث. التربة التراب والدرمك الدقيق الحواري الخالص البياض. قال العلماء: شبّه تربة الجنة بها لبياضها ونعموتها وبالمسك لطيبها، وابن صياد قد اختلف الناس فيه كثيرا وهو رجل من اليهود يدعي النبوة في المدينة أو دخيل فيهم واسمه صاف فيما قيل مهمل الصاد. [قيل:] قاص ويقال فيه