لتخف. قال القرطبي (١): والراكب مرفوع فاعل يسير والجواد منصوب مفعول [بـ] يسير والمضمر نعته وكذلك السريع ومعناه [يجزي] الراكب فرسه السريع الذي قد ضمر هذه المدة فلا يقطعها. قال: وقد قيل هذه الشجرة شجرة طوبى قال: قيل ومعنى ظلها [ذراها] وناحيتها وكنفها كما يقال أنا في ظلك أي في كنفك [وحوطتك]. قال: والذي أحوج إلى هذين التأويلين أن الظل المتعارف عندنا إنما هو وقاية عن حر الشمس وأذاها وليس في الجنة شمس وإنما هي أنوار متوالية لا حرّ فيها ولا قرّ بل لذات متوالية ونعم متتابعة.
وأما قوله في زيادة الترمذي: وذلك الظل الممدود فمعناه [منبسط] دائم لا يتقلص ولا يزول ولا تنسخه شمس كظل أهل الدنيا والعرب تقول: لكل شيء [طويل] لا ينقطع ممدود. قال لبيد: دهر طويل دائم ممدود. وقد شبه جماعة ظل الجنة بما بين الفجر والشمس ومرادهم أنه ظل من غير شمس. [و] قال جماعة أن هذا الظل ليس ظل الأشجار بل ظل [يخلقه] الله تعالى لأن الجنة كلها ظل لا شمس فيها. وقال جماعة: هو ظل الأشجار ويشهد له هذا الحديث المذكور وهذا الحديث نص في حمل الظل الممدود في الآية على ذلك ولا يعارضه دوام ظل الجنة كلها وأنه لا شمس فيها لاحتمال أن يكون ظلها مع دوامه وطيبه متفاوتا فيحصل من تلك الأشجار ظل زائد على الظل الأصلي يزداد المستظل به [به بهجة ويكون نسبته إلى غيره