من ظل الجنة كنسبة ظل الدنيا من عدمه، ولعل الجنة لا يخلو مكان منها من ظل شجرة مضاف إلى الظل الأصلي، ويتنوع ذلك الظل الأصلي بحسب تنوع أشجارها فيزاد بامتداد أصل الظل دوامه وبامتداد ظل الأشجار انبساطه ودوامه، انتهى، قاله في الديباجة.
٥٦٧١ - وَعَن أَسمَاء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- قَالَت سَمِعت رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- وَذكر سِدْرَة الْمُنْتَهى فَقَالَ يسير الرَّاكِب فِي ظلّ الفنن مِنْهَا مائَة سنة أَو يستظل بهَا مائَة رَاكب شكّ يحيى فِيهَا فرَاش الذَّهَب كَأَن ثمارها القلال رواه الترمذي (١)، وقال: حديث حسن صحيح غريب.
[الفنن] بفتح الفاء والنون: هو الغصن.
قوله رحمه الله تعالى:"وعن أسماء بنت أبى بكر"، تقدم الكلام عليها رضي الله تعالى عنها. قوله:"قالت سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وذكر سدرة المنتهى، فقال: يسير الراكب في ظل الفنن منها مائة سنة، أو يستظل بها مائة راكب، شك يحيى، فيها فراش الذهب كأن ثمارها القلال"، أما سدرة المنتهى فإنها سدرة على رؤوس حملة العرش ينتهي إليها علم الخلائق ثم ليس لأحد وراءها علم فلذلك سميت سدرة المنتهى. وقيل للضحاك لم سميت سدرة المنتهى؟ قال: لأنه ينتهي إليها علم كل شيء من أمر الله تعالى
(١) سنن الترمذي (٢٥٤١). والحديث؛ أخرجه هناد، في "الزهد" (١١٥)، وابن أبي عاصم، في "الآحاد والمثاني" (٣١٤١)، والطبراني المعجم الكبير (٢٤/ ٨٧/ ٢٣٤)، وأبو نعيم الأصبهاني في صفة الجنة (٤٣٥)، والحاكم (٢/ ٥١٠) (٣٧٤٨)، وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.