للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لا يعدوها، قاله ابن قيم الجوزية. وروى مسلم (١) رحمه الله تعالى عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: لما أسري برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم انتُهِيَ به إلى سدرة المنتهى، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها. قال تعالى: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (١٦)} (٢). قال: فراش من ذهب.

قوله: "وهي في السماء السادسة"، كذا في جميع الأصول السادسة، وفي رواية أخر من حديث أنس أنها فوق السماء السابعة. قال القاضي عياض (٣): كونها في السابعة هو الأصح، وقول الأكثرين وهو الذي يقتضيه المعنى، وتسميتها بالمنتهى.

قلت: ويمكن أن يجمع بين الحديثين فيكون أصلها في السادسة ومعظمها في السابعة، وقد علم أنها في نهاية من العظمة، وقد قال الخليل: هي سدرة في السماء السابعة قد أظلت السماوات والجنة. وحكي عن القاضي في قوله: أن مقتضى خروج النهرين الظاهرين النيل والفرات من أصل سدرة المنتهى أن يكون أصلها في الأرض، فإن سلم له هذا أمكن حمله على ما ذكرناه والله تعالى أعلم. والفرات بالتاء المثناة فوق والتاء مجرورة كذا ذكره النووي لأنه رأي من تَصحَّفه ويكتبه بالهاء، وفي تفسير ابن سلام عن بعض العلماء قال: إنما سميت سدرة المنتهى لأن روح المؤمن يُنتهى به إليها فتصلي عليها هناك الملائكة المقربون قال ذلك في تفسير عليين، قاله السهيلي في الروض


(١) صحيح مسلم (٢٧٩) (١٧٣).
(٢) سورة النجم، الآية: ١٦.
(٣) شرح النووي على مسلم (٣/ ٢).