للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأنف على سيرة ابن هشام (١)، قال الله تعالى: {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (١٤) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (١٥)} (٢)، لا خلاف بين العلماء أن الجنة في السماء لما في هذه الآية، ولأنها دار نعيم فتكون في جهة العلو بخلاف النار -نعوذ بالله منها- فإنها سجين، والسجين يكون في السفل. وقال المعتزلة والجهمية أن الجنة لم تخلق بعد كما قاله في النار.

قال الجوهري (٣): السدرة شجر النبق، الواحدة سدرة، والجمع سدرات، واختلفوا لم سميت بهذا الاسم على أقوال: أحدها لأنها ينتهي إليها الأعمال من بني آدم، تعرج بها الملائكة الكتبة إلى السماء ثم تقبض منها، وإليها ينتهي ما يقبض من فوقها، قاله كعب الأحبار، وذكر أنه في التوراة، كذلك. وروى العوفي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (٤) قال: سألت كعبا عن سدرة المنتهى: فقال: هي سدرة في أصل العرلش إليها ينتهي علم الخلائق فيُرفع منها، تعرج به الملائكة إليها فتقف عندها لا يعدوها شيء، قاله الربيع بن أنس. الثاني: أن الملائكة المقربين تنتهي إليها فلا يتجاسروا أن يتجاوزوها من خوف الله تعالى، قاله الضحاك.

الثالث: لأنه ينتهي إليها ما يعرج من أرواح المؤمنين، حكاه سفيان. واختلفوا في أي سماء هي، والصحيح ما رواه أبو هريرة رضي قال: قال


(١) الروض الأنف (٣/ ٢٦٣).
(٢) سورة النجم، الآية: ١٤ - ١٥.
(٣) المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (١/ ٢٧١).
(٤) أخرجه الطبري في التفسير (٢٧/ ٥٢)، والبغوي في التفسير (٤/ ٢٤٨).