للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والمفسرون كلهم على أن المعنى قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يطمحن إلى غيرهم. وقيل قُصرت طرف أزواجهن عليهن فلا [يدعهم] (١) حسنهن وجمالهن أن ينظروا إلى غيرهن وهذا صحيح من جهة المعنى وأصله قاصرات طرفهن أي ليس بطامح متعد. وعن مجاهد في قوله: {قَاصِرَاتُ} أي على أزواجهن فلا يبغين غير أزواجهن. وعن الحسن قال: قصرهن طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم والله ما هن متبرجات ولا متطلعات. وقيل: قصرن أطراف أزواجهن عليهن بحسنهن فلا يدعن في أطراف أزواجهن فضلة استحسان لغيرهن. وقال منصور عن مجاهد قصرن أبصارهن وقلوبهن وأنفسهن على أزواجهن فلم يردن غيرهم والله أعلم. وقوله: "لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان" قال أبو عبيدة (٢) لم يمسهن، يقال: ما طمث هذا البعير حبل قط أي ما مسه. قال المفسرون: لم يطأهن ولم يغشهن ولم يجامعهن، هذه ألفاظهم وهم مختلفون في هؤلاء فبعضهم يقول هن أنشئن في الجنة من حورها وبعضهم يقول يعني نساء الدنيا أُنشئِن خلقا آخر أبكارا كما وُصفِن. قال الشعبي: نساء من [نساء] الدنيا لم يمسسن منذ أنشئن خلقا، وقال مقاتل: لأنهن خلقن في الجنة. وقال عطاء عن ابن عباس: هن الآدميات التي متن أبكارا. قلت: ظاهر القرآن أن هؤلاء النسوة لسن من نساء الدنيا وإنما هن من الحور العين وأما نساء الدنيا فقد طمثهن الإنس


(١) هكذا في الأصل، والمثبت في النسخة الهندية: (يدعهن)، ولعله خطأ.
(٢) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: ٢٢١).