للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

انتهى، قاله عياض (١). وقد جعل الله سبحانه وتعالى السحاب وما يمطره سببا للرحمة والحياة في هذه الدار ويجعله سببا لحياة الخلق في قبورهم حيث يمطر على الأرض أربعين صباحا مطرا [متداركا] من تحت العرش فينبتون تحت الأرض كنبات الزرع ويبعثون يوم القيامة والسماء تطشّ عليهم وكأنه والله أعلم أثر ذلك المطر العظيم كما يكون في الدنيا ويثير لهم [سحابا] في الجنة يمطرهم ما شاءوا من الطيب وغيره وكذلك أهل النار ينشئ الله لهم سحابا يمطر عليهم عذابا إلى عذابهم كما أنشأ لقوم هود وقوم شعيب سحابا أمطرهم عذابا أهلكم فهو سبحانه وتعالى ينشئه للرحمة والعذاب، اهـ، قاله في حادي الأرواح (٢).

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ولكل رجل منهم جمة على ما اشتهت نفسه" الحديث، الجمة من شعر الرأس ما سقط على المنكبين.

فائدة: ولأهل الجنة زيارة أخرى أعلى من هذه وأجل وذلك حين يزورون ربهم تبارك وتعالى فيريهم وجهه ويسمعهم كلامه ويحل عليهم رضوانه وستمر بك هذه الزيارة عن قرب إن شاء الله تعالى، قاله في حادي الأرواح (٣).

وقال ابن النحاس بعد [سياق] الحديث أخبار الأوطان عند الغريب لا تُمل ووصف الأحباب عند المشتاق لا تسأم وذكر معاهد الوصال تثير لواعج


(١) مشارق الأنوار على صحاح الآثار (١/ ١٢١).
(٢) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: ٢٧٣).
(٣) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: ٢٦٣).