للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إذا كبر ولم يشمط إنه لمخلد وإذا لم تذهب أسنانه من الكبر قيل هو مخلد.

وقال آخرون: مقرطون مسورون في آذانهم [القرط] وفي أيديهم الأساور، وهذا اختيار ابن الأعرابي. وقال ابن عباس: غلمان لا يموتون، وقول ترجمان القرآن في هذا كاف، وهذا مع قول مجاهد والكلبي ومقاتل، قالوا: لا يكبَرون ولا يهرمون ولا يتغيرون. وقد جمعت طائفة بين القولين: [و] قالوا هم ولدان لا يعرض لهم الكبر والهرم وفي آذانهم القرطة. قال الله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (١٩)} (١) وشبههم سبحانه باللؤلؤ المنثور لما فيه من البياض وحسن الخلقة، [وفي كونه منثورًا فائدتان، إحداهما: الدلالة على أنهم غير معطلين بل مبثوثون في خدمتهم] وحوائجهم، والثاني أن اللؤلؤ إذا كان منثورا ولا سيما على بساط من الذهب أو سرير كان أحسن لمنظره وأبهى من كونه مجموعا في مكان واحد، وقد اختلف في هؤلاء الولدان هل هم من ولدان الدنيا أم أنشأهم الله تعالى في الجنة على قولين: فقال علي بن أبي طالب والحسن البصري هم أولاد المسلمين الذين يموتون ولا حسنة لهم ولا سيئة يكونون خدام أهل الجنة وولدانهم إذ الجنة لا ولادة فيها. [و] قال الحاكم (٢): أخبرنا عبد الرحمن عن الحسن في قوله: {وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ} قال لم تكن لهم حسنات فيجيزون بها ولا سيئات فيعاقبون عليها فوضعوا بهذا الموضع ومن أصحاب


(١) سورة الإنسان، الآية: ١٩.
(٢) كذا وهو غلط إنما هو كتاب التفسير لمجاهد.