للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (١) " أي للذين أحسنوا العمل في الدنيا الحسنى وهي الجنة وزيادة وهي النظر إلى وجه الله الكريم، هذا قول جماعة من الصحابة منهم أبو بكر الصديق وحذيفة وأبو موسى وعبادة بن الصامت وهو قول الحسن وعكرمة وعطاء ومقاتل والضحاك والسدّي قاله البغوي.

لطيفة: جمع الله تعالى لأولياءه بين النعيمين في قوله: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} فالحسنى الجنة والزيادة رؤية وجهه الكريم. وجمع لأهله بين العذابين في قوله: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (١٦)} (٢)، اهـ.

سؤال: لم سمى الله تعالى الرؤية إليه زيادة في قوله تعالى {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}؟ في قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} والمراد أحسنوا بقولهم: لا إله إلا الله، والحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجهه الكريم والنظر إلى وجهه أكبر من الجنة والزيادة في الدنيا تكون أقل من رأس المال. قيل: المراد بالزيادة في الآية الكريم الزيادة على الموعود والموعود الجنة والزيادة أكبر والرضوان من الله أكبر والنظر إلى وجهه الكريم أكبر.

سؤال آخر: لم أعطى الله تعالى الجنة في مقابلة الأعمال وأعطى النظر إلى وجهه الكريم زيادة ولم يجعله في ثواب العمل فقال تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا


(١) سورة يونس، الآية: ٢٦.
(٢) سورة المطففين، الآية: ١٥ - ١٦.