للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قَالَ الْحَافِظ رَحمَه اللّه المُرَاد بِالْمَلَائِكَةِ هُنَا هم الَّذين ينزلون بِالرَّحْمَةِ وَالْبركَة دون الْحفظَة فَإِنَّهُم لا يفارقونه على حَال من الأحْوَال ثمَّ قيل هَذَا فِي حق كل من أخر الْغسْل لغير عذر ولعذر إِذا أمكنه الْوضُوء فَلم يتَوَضَّأ وَقيل هُوَ الَّذِي يُؤَخِّرهُ تهاونا وكسلا ويتخذ ذَلِك عَادَة وَاللّه أعلم.

قوله: عن عمار بن ياسر تقدمن الكلام على فضائله.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة لا تقربهم الملائكة جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوق، والجنب إلا أن يتوضأ" قال الحافظ قدس اللّه سره: والمراد بالملائكة هنا هم الذين ينزلون بالرحمة والبركة دون الحفظ فإنهم لا يفارقونه على حال من الأحوال (١) انتهى، وزاد بعض العلماء أيضا: المراد بالملائكة غير الحفظة وغير ملائكة الموت، وقيل أراد لا تحضره الملائكة بخير (٢).

قوله: "جيفة الكافر" المراد بجيفة الكافر ذاته حيا لأنه نجس قال اللّه تعالى {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} (٣) (٤)، وقد جاء في رواية أبي داود عن عطاء الخراساني عن يحيى بن يعمر عن عمار فذكره إلى أن قال: "إن الملائكة لا تحضر جنازة الكافر بخير" والجنازة بكسر الجيم وفتحها وسيأتي الكلام على ذلك في الجنائز مبسوطًا.


(١) معالم السنن ١/ ٧٥.
(٢) النهاية ١/ ٣٠٢ والنجم الوهاج ١/ ٣٧٧.
(٣) سورة التوبة، الآية: ٢٨.
(٤) المفاتيح (١/ ٤٢٤)، وشرح المشكاة (٣/ ٨٢١)، وشرح المصابيح (١/ ٣٠٢).