للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والضحى وغيره (١).

قوله: يقبل عليهما بقلبه ووجهه، والمراد بالإقبال على الصلاة الإقبال بالوجه ترك الالتفات والنظر إلى موضع السجود وبالقلب قطع الفكر عنه فيما سوى العبادة (٢)، قاله في الديباجة.

وقال في شرح الإلمام: قوله يقبل بقلبه ووجهه عليهما أي يجمع بين خشوع الظاهر والباطن ولا يضره ما يخطر في قلبه ما خطر في نفسه إذا دفعه حالًا وفيه الجناس البديع بين حروف يقبل والقلب (٣).

قوله: "إلا وجبت له الجنة أي بمقتضى الوعد والفضل فإنه تعالى لا يجب عليه شيء عند أهل السنة وظاهر هذا الحديث ترتب دخول الجنة على ذلك، وفي الصحيح لا يدخل أحدكم الجنة بعمله" والجمع بينهما أن العمل المذكور وغيره من منة الله تعالى على عبده فصار الدخول بالرحمة والدرجات بالرحمة وكذلك ما في الآيات من قوله: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (٤) ونحوها فإنه أيضا من النعم ليحث به عباده على الجد في طاعته ففي الحقيقة الجميع منه وما أصابكم من نعمة فمن الله {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} (٥) وهذا ما لم يخش الكبائر وحقوق العباد وإلا فهو


(١) شرح المشكاة (٣/ ٧٤٧).
(٢) كشف المشكل (١/ ١٥٠ - ١٥١).
(٣) شرح الإلمام (٥/ ١٦٠ - ١٦١) وانظر: شرح النووى على مسلم (٣/ ١٢١).
(٤) سورة التوبة، الآية: ٨٢.
(٥) سورة النحل، الآية: ٥٣.