للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فائدة: روى الدارقطني وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله أعطاني نهرا يقال له الكوثر في الجنة لا يدخل أحد أصبعيه في أذنيه إلا سمع خرير ذلك النهر، قالت: فقلت يا رسول الله فكيف ذلك؟ قال: أدخلي أصبعيك في أذنيك وسدي، فالذي تسمعيه فيهما فمن خرير الكوثر (١)، وهذا النهر خاص بالنبي - صلى الله عليه وسلم - يتشعب منه جميع أنهار الجنة (٢)، انتهى.

قوله: في حديث عثمان رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ نحو وضوئي هذا ثم قال: من توضأ نحو وضوئي هذا، ولم يقل مثل وضوئي، وهل بين النحو والمثل فرق؟

والجواب: إنما قال - صلى الله عليه وسلم - نحو وضوئي هذا ولم يقل مثل وضوئي لوجوه:

الأول: أنه - صلى الله عليه وسلم - رتب حصول ذلك الثواب على الإتيان بوضوء يقارب وضوءه لأن النحو يطلق على ما قارب الشيء في غالب وجوه الشبه وإن خالفه في أدنى مخالفة ولم يشرط في الحصول الإتيان بذلك الحصول ليتسع ذلك على الأمة، والتوسعة عليهم في أبواب الفضل ويقرب منه قوله - صلى الله عليه وسلم - "سددوا وقاربوا" أي إنكم لم تستطيعوا الإتيان بما أمرتم به فقاربوا الإتيان بمثله والذي يقرب من الشيء نحوه (٣) كما تقدم.


(١) أخرجه ابن جرير في التفسير (٢٤/ ٦٨١) موقوفًا. وقال السهيلى في الروض (٣/ ٤٠٨): ورواه الدارقطني من طريق مالك بن مغول عن الشعبي عن مسروق عن عائشة. وقال الألباني: منكر الضعيفة (٦٩٨٥).
(٢) العين (٥/ ٣٤٨) للفراهيدى.
(٣) شرح الإلمام (٣/ ٥٠٦).